المواضيع الأخيرة
صفة الحج وعمل الناس خلال أيامه أولا : يوم التروية
صفحة 1 من اصل 1
صفة الحج وعمل الناس خلال أيامه أولا : يوم التروية
أ- | إذا كان يوم التروية- وهو اليوم الثامن من ذي الحجة- استحب للمحلين بمكة من المتمتعين، ومن أراد الحج من أهلها ومجاوريها الإحرام بالحج من مساكنهم ومواطن إقامتهم، ويشرع لهم قبل الإحرام الاغتسال والتنظف والتطيب والإحرام بعد صلاة فريضة أو نافلة- إن تيسر ذلك- ثم يحرمون، بأن ينوي أحدهم النسك بقلبه ثم يلبي به كما يفعل عند الميقات فيقول: لبيك حجا، وإن كان حاجا عن غيره قال عن فلان، يعني الذي ينوب عنه ولو لم يذكر اسمه فلا حرج إذ تكفي فيه النية والله يعلم ما في القلب. فإن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عام حجة الوداع أقاموا بالأبطح بعد طوافهم وسعيهم يوم قدومهم مكة، وأحرموا منه يوم التروية بأمر النبي صلى الله عليه وسلم ولم يذهبوا إلى الحرم ليحرموا منه أو من تحت الميزاب، أو ليطوفوا الوداع قبل خروجهم- كما يعتقده بعض العوام وأشباههم- إذ لو كان ذلك مشروعا لعلمهم النبي صلى الله عليه وسلم إياه، فلما لم يذهبوا من مقر إقامتهم إلى الحرم ليحرموا منه أو ليوادعوه، علم أن ذلك ليس مشروعا فالخير كل الخير في اتباع النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه. |
ب- | ثم بعد الإحرام يتوجه الجميع ممن أحرم ومن كان على إحرامه من مفرد أو قارن إلى منى، قبل الزوال أو بعده من يوم التروية، فيصلون بها الظهر و العصر و المغرب والعشاء والفجر كل صلاة في وقتها، ويقصرون الرباعية ركعتين، وأهل مكة وغيرهم في ذلك سواء. وهكذا في عرفة ومزدلفة ومنى أيام العيد، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمر أهل مكة بالإتمام، ولو كان ذلك واجبا لبينه صلى الله عليه وسلم ، فإنه لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة. والإقامة بمنى يوم التروية والمبيت بها ليلة عرفة سنة، فلو تركه الحاج فليس فيه فدية لكن يكون قد ترك الأفضل. ومما ينبغي للحاج الإكثار من التلبية حال مسيرهم إلى منى، وإقامتهم في يوم الثامن، وليلة التاسع، فإن التلبية شعار الحج ومن أفضل الذكر هذه الأيام. |
أ- | ثم بعد طلوع الشمس من يوم عرفة يتوجه جميع الحجاج من منى إلى عرفات بسكينة ووقار ملبين ومكبرين ذاكرين لله تعالى متصفين بالضراعة والعبودية له سبحانه، مظهرين الذل. قال أنس رضي الله عنه: كان يهل- أي يلبي- منا المهل ويكبر منا المكبر فلا ينكر عليه متفق عليه. لكن الأفضل ملازمة التلبية لأن ذلك هو فعل النبي صلى الله عليه وسلم . |
ب- | ويسن النزول بنمرة- لمن تيسر له ذلك- فإن الوقوف بعرفة إنما يكون بعد الزوال، فإن ذلك هو فعل النبي صلى الله عليه وسلم . ويشرع لولي الأمر أو نائبه في الحج أن يخطب الناس بعد الزوال خطبة تناسب الحال، يوصيهم فيها بتقوى الله تعالى في أمورهم عامة وفي مناسكهم خاصة، ويحثهم فيها على توحيد الله والإخلاص له، في الأقوال والأعمال، ويحذرهم من ارتكاب المحرمات والوقوع في المحظورات وأنواع المنكرات، ويوصيهم بالتمسك بكتاب الله تعالى، ولزوم سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، والاجتماع على ذلك، والحذر من الاختلاف والفرقة، وما يسبب ذلك من الأهواء والباع. ويوصي عموم ولاة أمر المسلمين بالحكم بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم بين الناس في جميع الأمور وعلى عامة المسلمين أن يتحاكموا إلى من يحكم بهما، وأن يحذروا ما يخالفهما ويضادهما من الأوضاع الجاهلية والأمور الشركية، وأن يحذروا كيد أعداء الإسلام من أهل الكتاب والأمم الوثنية، ويبين فيها للناس ما يشرع للحجاج في ذلك اليوم وما بعدها من المناسك، وما يحتاجون إلى بيانه من أحكامها وآدابها. |
جـ - | وينبغي للحجاج وغيرهم ممن أمكنه الاستماع إلى خطبة يوم عرفة الإصغاء إليها فإنها من خير وأنفع الذكرى، ومن أسباب الهدى في ذلك اليوم العظيم المبارك. وليس في عرفة على الحجاج جمعة، ولو وافق يوم جمعة بل يصلون الظهر ركعتين ثم العصر ركعتين جمعا وقصرا في وقت الظهر بأذان وإقامتين، فإن ذلك هو سنة النبي صلى الله عليه وسلم ، ولعل من حكمة الجمع والتقديم أن يطول الوقت من أجل الوقوف والدعاء، وينبغي للحاج الحرص على الصلاة مع الجماعة في هذا الموطن وغيره، فإن الصلاة مع الجماعة مشروعة في الحضر والسفر ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يترك الجماعة لا حضرا ولا سفرا إلا لعذر من مرض شديد ونحوه. |
د- | ثم بعد الصلاة والخطبة يبتدئ وقت الوقوف بعرفة ففي صحيح مسلم رحمه الله عن جابر رضي الله عنه في صفة حج النبي صلى الله عليه وسلم قال: ثم ركب- يعني النبي صلى الله عليه وسلم - ناقته حتى أتى الموقف فجعل بطن ناقته القصواء إلى الصخرات وجعل حبل المشاة بين يديه، واستقبل القبلة فلم يزل واقفا حتى غربت الشمس، وذهبت الصفرة قليلا . وينبغي للحاج أن يتأكد أنه داخل حدود عرفات، إما بمعرفته إن كان عنده علم، أو بسؤال الذين يعلمون. ويمتد الوقوف إلى طلوع الفجر من يوم العيد، فمن وقف بعرفة من ذلك ساعة من ليل أو نهار فقد تم حجه بنص النبي صلى الله عليه وسلم . |
هـ- | والوقوف بعرفة ركن الحج الأعظم، لا يصح الحج بدونه، فمن فاته الوقوف فاته الحج بإجماع المسلمين، لما رواه الإمام أحمد وأهل السنن عن عبد الرحمن بن يعمر الديلي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الحج عرفة، فمن أدرك عرفة فقد أدرك الحج . وفي لفظ قال: الحج عرفة، من جاء عرفة قبل صلاة الفجر من ليلة جمع- يعني مزدلفة- فقد تم حجه وعند أبي داود: من أدرك معنا هذه الصلاة وأتى عرفات قبل ذلك ليلا أو نهارا، فقد تم حجه، وقضى تفثه . وعرفة كلها موقف إلا بطن عرنة وهو الوادي الذي يلي عرفة من جهة مزدلفة ومكة قال صلى الله عليه وسلم : وقفت هاهنا وعرفة كلها موقف، وارتفعوا عن بطن عرنة . |
و- | ومما يجب التنبيه له وتنبيه الناس بشأنه أن الجزء الأمامي من مسجد نمرة ليس من عرفة بل هو خارج عنها، فلو جلس أحد فيه حتى غربت الشمس ثم انصرف فاته الحج. ويستحب- لمن تيسر له- أن يجعل منزله في عرفة خلف الصخرات ويسمى جبل إلال التي يسميها العامة جبل الرحمة من جهة الطائف فيجعل الصخرات بينه وبين القبلة، فإن ذلك هو موقف النبي صلى الله عليه وسلم . لما سبق من حديث جابر عند مسلم وفيه قال: فجعل النبي صلى الله عليه وسلم بطن ناقته القصواء إلى الصخرات، وجعل حبل المشاة بين يديه واستقبل القبلة . الحديث. |
ز- | وعلى الحاج أن يغتنم هذا الموقف العظيم في هذا اليوم المبارك، بكثرة ذكر الله تعالى والثناء عليه بما هو أهله، والاجتهاد في دعائه والتضرع إليه وصدق الذل والانكسار بين يديه، ويرفع يديه حال الدعاء، ففي سنن أبي داود عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفات يدعو ويداه إلى صدره- يعني رافعا يديه- كاستطعام المسكين |
ح- | ولم يعين النبي صلى الله عليه وسلم لعرفة دعاء ولا ذكرا، بل يدعو المحرم بما شاء من الدعاء، ولكن يختار الأدعية الواردة في القرآن والسنة، والمأثورة عن سلف الأمة، فإنها أجمع للخير وأحرى بالإجابة، وأعظم أثرا على القلب، وأبعد عن الاعتداء في الدعاء ونحو ذلك مما قد يمنع رفع الدعاء إلى السماء، وليكرر الدعاء ثلاثا ويفتتح دعاءه بتحميد الله وتمجيده والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويختمه أيضا بمثل ذلك فان هذه الأمور من أسباب الإجابة وتحصيل المطلوب ويغتنم آخر النهار، وليحرص على الاجتهاد في الدعاء ولذويه ولعموم المسلمين الأحياء والأموات، وليلح على الله أن يظهر الدين وأن يصلح أحوال المسلمين، وأن يرد كيد أعداء الدين وأن يخذل المنافقين والمفسدين، وأن يدعو لنفسه ووالديه وأهله وذريته وقرابته وذويه ولمن أوصاه من إخوانه المسلمين بكل خير من أمور الدنيا والآخرة فإن من دعا لأخيه المسلم بدعوة في ظهر الغيب وكل الله به ملكا يقول: آمين ولك بمثل. وهذا يوم عظيم مبارك ونسك كريم له شأن عند الله تعالى فينبغي أن تغتنم فرصته وأن لا يفرط بشيء من لحظاته. ومما ينبغي أن يكون الحاج مفطرا في هذا اليوم اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم فقد صح أنه صلى الله عليه وسلم أتى بلبن - أرسلته إليه أم الفضل- فشرب رواه البخاري. ليكون أنشط له على أداء النسك وأعون له على الخير ويسن أن يكثر من قول: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير . لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير . وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: أحب الكلام إلى الله أربع: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر . فينبغي الإكثار من هذا الذكر وتكراره بخشوع وحضور قلب، وينبغي الإكثار أيضا من الأذكار والأدعية الواردة في الشرع في كل وقت ولاسيما في هذا الموضع، وفي هذا اليوم العظيم ويختار جوامع الذكر والدعاء ومن ذلك: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم . لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين . لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه، له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولوكره الكافرون . لا حول ولا قوة إلا بالله . ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.. اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير والموت راحة لي من كل شر. أعوذ بالله من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء. اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، ومن العجز والكسل، ومن الجبن والبخل، ومن المأثم والمغرم، ومن غلبة الدين وقهر الرجال, أعوذ بك اللهم من البرص والجنون والجذام ومن سيء الأسقام . اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة. اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي . اللهم استر عوراتي، وآمن روعاتي، واحفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي. اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري، وما أنت أعلم به مني . اللهم اغفر لي جدي وهزلي وخطيئتي وعمدي وكل ذلك عندي . اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر، وأنت على كل شيء قدير. اللهم إني أسألك الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد، وأسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك، وأسألك قلبا سليما، ولسانا صادقا، وأسألك من خير ما تعلم، وأعوذ بك من شر ما تعلم، وأستغفرك لما تعلم إنك علام الغيوب . اللهم رب النبي محمد عليه الصلاة والسلام اغفر لي ذنبي، وأذهب غيظ قلبي، وأعذني من مضلات الفتن ما أبقيتني . اللهم رب السموات ورب الأرض ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء، فالق الحب والنوى، منزل التوراة والإنجيل والقرآن، أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته، أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، أقض عني الدين وأغنني من الفقر. اللهم أعط نفسي تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها، اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والهرم والبخل، وأعوذ بك من عذاب القبر. اللهم لك أسلمت، وبك امنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، أعوذ بعزتك أن تضلني، لا إله إلا أنت، أنت الحي الذي لا يموت والجن والإنس يموتون . اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لأتشبع، ومن دعوة لا يستجاب لها. اللهم جنبني منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء والأدواء. اللهم ألهمني رشدي، وأعذني من شر نفسي . اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عمن سواك . اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى. اللهم إني اسألك الهدى والسداد. اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم، وأسألك من خير ما سألك منه عبدك ونبيك محمد صلى الله عليه وسلم ، وأعوذ بك من شر ما استعاذك منه عبدك ونبيك محمد صلى الله عليه وسلم . اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل، وأسألك أن تجعل كل قضاء قضيته لي خيرا. لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، بيده الخير وهو على كل شيء قدير سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . اللهم صل على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، وبارك على محمد، وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد. |
|
صفة الحج وعمل الناس خلال أيامه (تابع) تنبيهات تتعلق بما سبق :
صفة الحج وعمل الناس خلال أيامه (تابع)
تنبيهات تتعلق بما سبق :
فهذه دعوات مأثورة وهي عامة وجامعة، فيدعى بها في هذا الموطن وفي غيره من المواطن التي يشرع فيها الدعاء كمزدلفة وعند الجمرات الأولى والثانية بعد الرمي.
ويستحب في هذا الموقف العظيم أن يكرر الحاج ما تقدم من الأذكار والأدعية، وما كان في معناها من الذكر والدعاء، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، ويلح في الدعاء، ويسأل ربه من خيري الدنيا والآخرة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دعى كرر الدعاء ثلاثا، فينبغي التأسي به في ذلك عليه الصلاة والسلام.
ويكون المسلم في هذا الموقف مخبتا لربه سبحانه متواضعا له، خاضعا لجنابه، منكسرا بين يديه، يرجو رحمته ومغفرته، ويخاف عذابه ومقته، ويحاسب نفسه، ويجدد توبة نصوحا، لأن هذا يوم عظيم ومجمع كبير، يجود الله فيه على عباده ويباهي بهم ملائكته، ويكثر فيه العتق من النار وما يرى الشيطان في يوم هو فيه أدحر ولا أصغر ولا أحقر منه في يوم عرفة إلا ما رؤي يوم بدر، وذلك لما يرى من جود الله على عباده وإحسانه إليهم وكثرة إعتاقه ومغفرته. وفي صحيح مسلم عن عائشة- رضي الله عنها- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء؟ .
* فينبغي للمسلمين أن يروا الله من أنفسهم خيرا، وأن يهينوا عدوهم الشيطان ويحزنوه بكثرة الذكر والدعاء وملازمة التوبة والاستغفار من جميع الذنوب والخطايا.
* ولا ينصرف من عرفة حتى تغرب الشمس، وتذهب الصفرة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم وقف بعرفة حتى غربت الشمس، وكان يقول: خذوا عني مناسككم .
وفي صحيح مسلم عن جابر- رضي الله عنه- في صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم - الحديث- وفيه قال جابر فلم يزل - يعني النبي صلى الله عليه وسلم - واقفا حتى غربت الشمس وذهبت الصفرة قليلا .ثالثا : الانصراف إلى المزدلفة
ولا يجوزلأحد من الحجاج الانصراف من مزدلفة إلى منى قبل منتصف الليل ومغيب القمر فإذا غاب القمر جاز للضعفة من النساء والصبيان والمرضى وأشباههم- ممن يشق عليه الرمي مع الناس لضعفه أو علته- أن ينصرفوا، لما ثبت في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها: أن سودة رضي الله عنها استأذنت النبي صلى الله عليه وسلم ليلة جمع- أي مزدلفة- أن تدفع قبل حطمة الناس وكانت امرأة ثبطة- أي ثقيلة- فأذن لها . وفي سنن أبي داود عنها أيضا قالت:- أرسل رسول الله صلى الله عليهس بأم سلمة ليلة النحر فرمت الجمرة قبل الفجر ثم مضت وأفاضت . وهكذا من يحتاج إليه هؤلاء لمرافقته وخدمته لقول ابن عباس رضي الله عنهما: أنا ممن قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة المزدلفة في ضعفة أهله .
ومثله من يلحقه حرج شديد بترك مرافقتهم من ضياع أو نحوه، أما أهل القوة والجلد ومن لا يحتاج إليه الضعفة ونحوهم، ولا يلحقه حرج بفراقهم فلا ينبغي لهم أن ينصرفوا من مزدلفة إلا بعد أن يصلوا بها الفجر ويسفروا جدا أسوة بنبيهم صلى الله عليه وسلم ففي حديث جابر أنه صلى الله عليه وسلم صلى الفجر- يعني في مزدلفة- حين تبين له الصبح بأذان وإقامة، ثم ركب حتى أتى المشعر الحرام فاستقبل القبلة فدعا الله وكبره وهلله ووحده رواه مسلم.
فيقفون عند المشعر الحرام أوحين نزلوا من مزدلفة مستقبلين القبلة، ويكثرون من ذكر الله وتكبيره ودعائه والتضرع إليه، رافعين أيديهم حتى يسفروا جدا وحيثما وقفوا من مزدلفة جاز لقول النبي صلى الله عليه وسلم : وقفت هاهنا- يعني على المشعر الحرام- وجمع كلها موقف رواه مسلم.رابعا : الدفع إلى منى
فإذا أسفروا جدا انصرفوا إلى منى قبل طلوع الشمس- إن أمكن- فإنه صلى الله عليه وسلم دفع قبل أن تطلع- الشمس وذلك لتحقيق مخالفة أهل الشرك في الجاهلية، فإنهم كانوا لا ينصرفون إلا بعد طلوع الشمس، يقول قائلهم: أشرق ثبيركيما نغير. والسنة أن تلتقط حصى الجمرات التي ترمي بها جمرة العقبة يوم العيد- وعددها سبع- من الطريق في مسير الحجاج إلى منى فإن النبي صلى الله عليه وسلم أمر الفضل بن عباس أن يلقطها له غداة العقبة وهو على ناقته فلقط له سبع حصيات مثل حصى الخذفومن أي موضع التقطها من الحرم أجزأ من منى أو غيره.
وعليهم أن يكثروا من ذكر الله تعالى وتكبيره واستغفاره في مسيرهم، فإذا وصلوا محسرا- وهو واد بين مزدلفة ومنى- أسرعوا قليلا قدر رمية بحجر.
تنبيهات تتعلق بما سبق :
فهذه دعوات مأثورة وهي عامة وجامعة، فيدعى بها في هذا الموطن وفي غيره من المواطن التي يشرع فيها الدعاء كمزدلفة وعند الجمرات الأولى والثانية بعد الرمي.
ويستحب في هذا الموقف العظيم أن يكرر الحاج ما تقدم من الأذكار والأدعية، وما كان في معناها من الذكر والدعاء، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، ويلح في الدعاء، ويسأل ربه من خيري الدنيا والآخرة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دعى كرر الدعاء ثلاثا، فينبغي التأسي به في ذلك عليه الصلاة والسلام.
ويكون المسلم في هذا الموقف مخبتا لربه سبحانه متواضعا له، خاضعا لجنابه، منكسرا بين يديه، يرجو رحمته ومغفرته، ويخاف عذابه ومقته، ويحاسب نفسه، ويجدد توبة نصوحا، لأن هذا يوم عظيم ومجمع كبير، يجود الله فيه على عباده ويباهي بهم ملائكته، ويكثر فيه العتق من النار وما يرى الشيطان في يوم هو فيه أدحر ولا أصغر ولا أحقر منه في يوم عرفة إلا ما رؤي يوم بدر، وذلك لما يرى من جود الله على عباده وإحسانه إليهم وكثرة إعتاقه ومغفرته. وفي صحيح مسلم عن عائشة- رضي الله عنها- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء؟ .
* فينبغي للمسلمين أن يروا الله من أنفسهم خيرا، وأن يهينوا عدوهم الشيطان ويحزنوه بكثرة الذكر والدعاء وملازمة التوبة والاستغفار من جميع الذنوب والخطايا.
* ولا ينصرف من عرفة حتى تغرب الشمس، وتذهب الصفرة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم وقف بعرفة حتى غربت الشمس، وكان يقول: خذوا عني مناسككم .
وفي صحيح مسلم عن جابر- رضي الله عنه- في صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم - الحديث- وفيه قال جابر فلم يزل - يعني النبي صلى الله عليه وسلم - واقفا حتى غربت الشمس وذهبت الصفرة قليلا .ثالثا : الانصراف إلى المزدلفة
1- | اذا غربت الشمس وتحقق غروبها فإن السنة أن ينصرف الحجاج من عرفة إلى مزدلفة مخالفين لهدي المشركين الذين كانوا ينصرفون قبل. غروب الشمس لما روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: وإنا ندفع بعد أن تغيب الشمس مخالفا هدينا هديهم |
2- | وعليهم أن يتحلوا بالسكينة والوقار لما في الصحيحين عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع زجرا شديدا وضربا وصوتا للإبل فقال: أيها الناس عليكم بالسكينة فإن البر ليس بالإيضاع - يعني الإسراع - ولما في صحيح مسلم أيضا عنه رضي الله عنه قال: ويقول- يعني النبي صلى الله عليه وسلم - بيده: أيها الناس السكينة السكينة . يعني الزموا السكينة والطمأنينة والرفق. ومن خطبة لعمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى بعرفات أنه قال: ليس السابق من سبق بعيره وفرسه، ولكن السابق من غفر له . ولا شك أن لزوم سنة النبي صلى الله عليه وسلم والعمل بنصحه في هذه المناسك من أسباب المغفرة.- لكن إذا رأى الحاج وخصوصا قادة السيارات فرجة أمامه في الطريق فإنه يسرع فيها قليلا مع الحذر من أذية الحجاج وإزعاجهم، لما في الصحيح: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسير العنق- وهو سير غير سريع - فإذا وجد فجوة نص- أي أسرع قليلا- . |
3- | وعليه أن يشتغل حال انصرافه إلىمزدلفة بالتلبية والتكبير والاستغفار والاشتغال بأنواع الذكر والإلحاح على الله تعالى بالدعاء، يسأله من خيري الدنيا والآخرة، فان النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يقطع التلبية في مسيره وقال تعالى: فإذا أفضتم من عرفات - يعني صدرتم ودفعتم إلى مزدلفة- فاذكروا الله عند المشعر الحرام أي بالدعاء والتلبية والتسبيح والتحميد والتكبير والاستغفار. |
4- | وليحذر الحاج من أذية أحد من الحجاج حال انصرافه فإن أذية الناس وخاصة الحجاج وترويعهم بأبواق السياقات وأصوات محركاتها وآلالات ومضايقتهم في الطريق- مع إمكان الرفق- من أعظم الذنوب وأشد الظلم وهذا يعظم إثمه وتشتد العقوبة عليه في حال الإحرام والبلد الحرام، والشهر الحرام، واليوم الحرام، فإن يوم العيد هو يوم النحر يوم الحج الأكبر فالإيذاء والظلم فيه أعظم وأخطر، ومن لا يرحم الناس لا يرحمه الله، والناس حال انصرافهم فيهم من الضعف نتيجة التعب والإرهاق ما لا يعلمه إلا الله، فرحمتهم والرفق بهم والإحسان إليهم وكف الأذى عنهم من أعظم ما يتقرب به إلى الله، خصوصا بعد هذا الموقف العظيم- وفي ليلة يوم النحر يوم الحج الأكبر. |
5- | فإذا وصل الحاج إلى مزدلفة نزل في أي مكان تيسر له منها، فإنها كلها موقف لكن الوقوف عند قزح- وهو المسجد الآن- أولى إن تيسر فإنه هو المكان الذي وقف فيه النبي صلى الله عليه وسلم ، ويصلي ساعة وصوله المغرب ثلاث ركعات والعشاء ركعتين بأذان واحد وإقامتين ولا يصلي بينهما نافلة، لما ثبت في الصحيحين وغيرهما: أنه صلى الله عليه وسلم لما أتى مزدلفة، أسبغ الوضوء وصلى المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين، ولم يصل بينهما شيئا، ثم اضطجع صلى الله عليه وسلم حتى طلع الفجر وصلى الفجر في أول وقته حين تبين له الصبح بأذان وإقامة . لكن إن لم يتمكن من وصول مزدلفة قبل نصف الليل فإن الأحوط له أن يصلي المغرب والعشاء قبل الوصول إلى مزدلفة احتياطا للوقت، ولا يشتغل قبل ذلك بشيء، لا لقط حصى الجمارولا غيره، فإن ذلك من الملاحظ على العامة، وهو لا أصل له في الشرع، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمر أن يلتقط له حصى الجمارإلا بعد انصرافه من مزدلفة في أثناء مسيره إلى منى. |
6- | وإذا فرغ من الصلاة وما يحتاج إليه، يشرع أن ينام مبكرا ليمكنه القيام آخر الليل نشيطا للصلاة والذكر والدعاء. |
ومثله من يلحقه حرج شديد بترك مرافقتهم من ضياع أو نحوه، أما أهل القوة والجلد ومن لا يحتاج إليه الضعفة ونحوهم، ولا يلحقه حرج بفراقهم فلا ينبغي لهم أن ينصرفوا من مزدلفة إلا بعد أن يصلوا بها الفجر ويسفروا جدا أسوة بنبيهم صلى الله عليه وسلم ففي حديث جابر أنه صلى الله عليه وسلم صلى الفجر- يعني في مزدلفة- حين تبين له الصبح بأذان وإقامة، ثم ركب حتى أتى المشعر الحرام فاستقبل القبلة فدعا الله وكبره وهلله ووحده رواه مسلم.
فيقفون عند المشعر الحرام أوحين نزلوا من مزدلفة مستقبلين القبلة، ويكثرون من ذكر الله وتكبيره ودعائه والتضرع إليه، رافعين أيديهم حتى يسفروا جدا وحيثما وقفوا من مزدلفة جاز لقول النبي صلى الله عليه وسلم : وقفت هاهنا- يعني على المشعر الحرام- وجمع كلها موقف رواه مسلم.رابعا : الدفع إلى منى
فإذا أسفروا جدا انصرفوا إلى منى قبل طلوع الشمس- إن أمكن- فإنه صلى الله عليه وسلم دفع قبل أن تطلع- الشمس وذلك لتحقيق مخالفة أهل الشرك في الجاهلية، فإنهم كانوا لا ينصرفون إلا بعد طلوع الشمس، يقول قائلهم: أشرق ثبيركيما نغير. والسنة أن تلتقط حصى الجمرات التي ترمي بها جمرة العقبة يوم العيد- وعددها سبع- من الطريق في مسير الحجاج إلى منى فإن النبي صلى الله عليه وسلم أمر الفضل بن عباس أن يلقطها له غداة العقبة وهو على ناقته فلقط له سبع حصيات مثل حصى الخذفومن أي موضع التقطها من الحرم أجزأ من منى أو غيره.
وعليهم أن يكثروا من ذكر الله تعالى وتكبيره واستغفاره في مسيرهم، فإذا وصلوا محسرا- وهو واد بين مزدلفة ومنى- أسرعوا قليلا قدر رمية بحجر.
رد: صفة الحج وعمل الناس خلال أيامه أولا : يوم التروية
رمي جمرة العقبة
فإذا وصلوا منى اتجهوا إلى جمرة العقبة لرميها، فإن رميها هو أول عمل يقوم به الحاج- إن أمكن- فإنه تحية منى والأولى أن لا يشتغل قبله بشيء وهو يوافق صلاة العيد في الأمصار ولذا ليس في منى صلاة عيد على الحجاج. فعن جابر رضي الله عنه قال: رمى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم النحر ضحى وأما بعد ذلك فإذا زالت الشمس .
فإذا وصلوا إلى الجمرة قطعوا التلبية قبل الشروع في رميها، فإنهم حينئذ شرعوا في التحلل، ثم يرمونها بسبع حصيات متعاقبات. ويستحب له عند رميها أن يجعل منى عن يمينه والكعبة عن يساره وجمرة العقبة أمامه ثم يرقيها بسبع حصيات متعاقبات يرفع يده مع كل حصاة ويكبر مع كل حصاة.
وينبغي أن يراعى في رمي الحصى ما يلي:
نحر الهدي
وبعد الرمي ينحر هديه- إن تيسر له ذلك- إن كان عليه هدي لكونه قارنا أو متمتعا. وينبغي أن يراعي في هديه:
ويستحب أن يقول عند نحره أو ذبحه: بسم الله والله أكبر اللهم هذا منك ولك اللهم تقبل مني رواه مسلم والبيهقي. ويوجهه إلى القبلة، فإن ذلك سنة، ولو ذبح إلى غير القبلة ترك السنة وأجزأته ذبيحته، ويستحب أن يأكل من هديه أو أضحيته، ويهدي ويتصدق لقوله تعالى: فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير .
ووقت الذبح أربعة أيام يوم النحر وثلاثة أيام بعده، وينتهي بغروب الشمس يوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة، ويجوز ذبح الهدي ليلا ليلة الحادي عشر و الثاني عشر و الثالث عشر فقط. وحيثما نحر من منى أو فجاج مكة جاز لقوله صلى الله عليه وسلم: كل منى منحر و كل فجاج مكة طريق ومنحر .
وكان منحره صلى الله عليه وسلم عند الجمرة الأولى بينها وبين الوسطى على يمين الصاعد إلى عرفة ومنزله بين منحره ومسجد الخيف. وقال: نحرت ها هنا ومنى كلها منحر و انحروا في رحالكم . الحلق أو التقصير
ثم بعد النحر أو الذبح يحلق الرجل رأسه أو يقصره، والحلق أفضل ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم بالرحمة والمغفرة للمحلقين ثلاث مرات، وللمقصرين واحدة،أما النساء فليس عليهن حلق إنما عليهن التقصير لما روى أبو داود بسند حسنه الحافظ عن ابن عباس رضي الله عنهما: ليس على النساء حلق إنما على النساء التقصير للترمذي وغيره عن علي رضي الله عنه: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تحلق المرأة رأسها وتقصير المرأة أن تجمع شعرها ثم تأخذ من أطرافه قدر أنملة. وإن اختار التقصير فلا بد من أن يعم رأسه بالتقصير كالحلق، فلا يجزئ تقصير بعضه أو جوانبه.
وينبغي أن يأخذ من شاربه وأظفاره كذلك، إن احتاج إلى أخذ شيء من ذلك، قال ابن المنذر صح أنه صلى الله عليه وسلم : لما حلق رأسه قلم أظفاره ولأن هذه الأمور من التفث، فيستحب قضاؤه، قال تعالى؟ ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق .
وبعد رمي جمرة العقبة والحلق أو التقصير يكون قد تحلل التحلل الأول، الذي يحل للمحرم لبس ملابسه العادية، والطيب، وتغطية الرأس، وقلم الأظفار ونحو ذلك مما يحرم بالإحرام، إلا زوجته فإنه لا يحل له الجماع حتى يتحلل التحلل التام، بالطواف بالبيت والسعي إن كان عليه سعي. الطواف والسعي
يسن له بعد هذا التحلل- وهو الأول- التطيب، والتوجه إلى مكة ليطوف طواف الإفاضة أو الزيارة، لحديث عائشة- رضي الله عنها - قالت: كنت أطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم لإحرامه قبل أن يحرم، ولحله قبل أن يطوف بالبيت . رواه البخاري ومسلم. وهذا الطواف ركن الحج، لا يتم إلا به، وهو المراد بقوله سبحانه: ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق .
ثم بعد هذا الطواف يصلي خلف المقام- ولو بعيدا عنه- ركعتي الطواف، وإن لم يتيسر له صلى في أي جهة من الحرم ولو خارجه، ويستحب أن يشرب من زمزم بعد ذلك قبل السعي لفعله صلى الله عليه وسلم ثم يسعى بين الصفا والمروة إن كان متمتعا أو لم يسع بعد طواف القدوم إن كان قارنا أو مفردا.
والقارن والمفرد يكفيهما طواف واحد- هو طواف الإفاضة أو الزيارة يوم العيد أو بعده- وسعي واحد إما بعد طواف القدوم قبل يوم عرفة، وإما بعد طواف الإفاضة.
وأما المتمتع فالجمهور على أنه يلزمه طواف وسعي لعمرته، وطواف وسعي لحجته، فيكون عليه طوافان وسعيان.الخلاصة
أن أعمال يوم العيد التي يشترك فيها جميع الحجاج ثلاثة هي:
* رمي جمرة العقبة.
* الحلق أو التقصير.
* طواف الإفاضة والسعي بعده لمن عليه سعي.
فمتى ما فعل اثنين من هذه الثلاثة أيا كانت حل التحلل الأول، الذي يحل له كل شيء حرم عليه بالإحرام إلا النساء، فإذا فعل الثالث حل التحلل التام، الذي يحل له كل شيء حرم عليه بالإحرام حتى النساء. وأما نحر الهدي فإنه لا يلزم من الحجاج إلا المتمتعين والقارنين فليس مما يشترك فيه كل الحجاج.
وينبغي أن تكون أعمال يوم النحر مرتبة- إن تيسر- كما يلي:
الرمي، ثم ذبح الهدي لمن عليه هدي، ثم حلق الرأس أو تقصيره، ثم الطواف والسعي لمن عليه سعي.
فإن ذلك أفضل وهو فعل النبي صلى الله عليه وسلم، وإن قدم شيئا منها على الآخر أو أخره عنه فلا حرج في ذلك.
فإذا وصلوا منى اتجهوا إلى جمرة العقبة لرميها، فإن رميها هو أول عمل يقوم به الحاج- إن أمكن- فإنه تحية منى والأولى أن لا يشتغل قبله بشيء وهو يوافق صلاة العيد في الأمصار ولذا ليس في منى صلاة عيد على الحجاج. فعن جابر رضي الله عنه قال: رمى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم النحر ضحى وأما بعد ذلك فإذا زالت الشمس .
فإذا وصلوا إلى الجمرة قطعوا التلبية قبل الشروع في رميها، فإنهم حينئذ شرعوا في التحلل، ثم يرمونها بسبع حصيات متعاقبات. ويستحب له عند رميها أن يجعل منى عن يمينه والكعبة عن يساره وجمرة العقبة أمامه ثم يرقيها بسبع حصيات متعاقبات يرفع يده مع كل حصاة ويكبر مع كل حصاة.
وينبغي أن يراعى في رمي الحصى ما يلي:
1- | أن تكون كما أرشد النبي صلى الله عليه وسلم، ابن عباس بقوله: القط لي حصى. قال: فلقطت له مثل حصى الخذف . وحصى الخذف قريب في الحجم من حب الزيتون الذي ليس بكبير، وقريب من الأنملة وهي رأس إصبع اليد الذي فيه ظفر. قلت: وفي الحديث: فجعل صلى الله عليه وسلم يقبضهن في كفه، ويقول: أمثال هؤلاء فارموا، ثم قال: أيها الناس إياكم والغلو في الدين فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين . ومن الغلو الرمي بالحصى الكبار، والله يعلم كم يؤذون بها من عباده عند الرمي. قلت: ومن الغلو رمي الجمرات بالحذاء ونحو ذلك. |
2- | أن يكون الرمي من جهة المرمى وهو الذي فيه الحوض فإن ذلك هو الأفضل، ولو رماها من الجهات الأخرى أجزأ إن وقع الحجر في المرمى. |
3- | أن يدنو من المرمى قدر المستطاع ليطمئن على وقوع الحجر في المرمى، ولو دحرجت الحصاة من الحوض فسقطت خارجه أجزأ ذلك عند جمع من أهل العلم. |
4- | وليحذر من أن يرقي الحجارة دفعة واحده، فإنهن يكن كالحجر الواحد، فلا بد من أن يرمي كل حجر وحده، يرفع يده عند رميه ويكبر مع كل حصاة، وإن شاء قال: اللهم اجعله حجا مبرورا، وسعيا مشكورا، وذنبا مغفورا. |
5- | وعليه بالرفق عند الرمي، والحذر من العنف، فإن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا يكون العنف في شيء إلا شانه،وإن الله يعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على ما سواهوليحذر من أذية المؤمنين أو التسبب في هلاك أحد، فإن الله تعالى قال: والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا . ومن أعظم الموبقات التسبب في إهلاك نفس معصومة محرمة في البلد الحرام، وعليه أن يحتسب في تحمل أذى الجاهلين والصبر عليهم. |
وبعد الرمي ينحر هديه- إن تيسر له ذلك- إن كان عليه هدي لكونه قارنا أو متمتعا. وينبغي أن يراعي في هديه:
أ- | تحقق السنن الشرعية في الهدي بأن يكون جذعا من الضأن- وهو ما له ستة أشهر- أو ثنيا من المعز- وهو ما له سنة- وإن أراد أن يشترك مع غيره في بقرة أو بدنة فالثني من البقر ما تم له سنتان ودخل في الثالثة، ومن الإبل ما تم له خمس سنين ودخل في السادسة. |
ب- | أن تكون سليمة من العيوب التي تخل بالأضحية من عور بين أو عرج أو كسر قرن أو قطع أذن أو نحو ذلك. |
جـ- | أن تكون سمينة جميلة فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأمر أصحابه أن يستسمنوا الأضاحي ويستحسنوها وأن يستشرفوا القرن والأذن للتأكد من سلامتها من العيوب. |
ووقت الذبح أربعة أيام يوم النحر وثلاثة أيام بعده، وينتهي بغروب الشمس يوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة، ويجوز ذبح الهدي ليلا ليلة الحادي عشر و الثاني عشر و الثالث عشر فقط. وحيثما نحر من منى أو فجاج مكة جاز لقوله صلى الله عليه وسلم: كل منى منحر و كل فجاج مكة طريق ومنحر .
وكان منحره صلى الله عليه وسلم عند الجمرة الأولى بينها وبين الوسطى على يمين الصاعد إلى عرفة ومنزله بين منحره ومسجد الخيف. وقال: نحرت ها هنا ومنى كلها منحر و انحروا في رحالكم . الحلق أو التقصير
ثم بعد النحر أو الذبح يحلق الرجل رأسه أو يقصره، والحلق أفضل ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم بالرحمة والمغفرة للمحلقين ثلاث مرات، وللمقصرين واحدة،أما النساء فليس عليهن حلق إنما عليهن التقصير لما روى أبو داود بسند حسنه الحافظ عن ابن عباس رضي الله عنهما: ليس على النساء حلق إنما على النساء التقصير للترمذي وغيره عن علي رضي الله عنه: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تحلق المرأة رأسها وتقصير المرأة أن تجمع شعرها ثم تأخذ من أطرافه قدر أنملة. وإن اختار التقصير فلا بد من أن يعم رأسه بالتقصير كالحلق، فلا يجزئ تقصير بعضه أو جوانبه.
وينبغي أن يأخذ من شاربه وأظفاره كذلك، إن احتاج إلى أخذ شيء من ذلك، قال ابن المنذر صح أنه صلى الله عليه وسلم : لما حلق رأسه قلم أظفاره ولأن هذه الأمور من التفث، فيستحب قضاؤه، قال تعالى؟ ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق .
وبعد رمي جمرة العقبة والحلق أو التقصير يكون قد تحلل التحلل الأول، الذي يحل للمحرم لبس ملابسه العادية، والطيب، وتغطية الرأس، وقلم الأظفار ونحو ذلك مما يحرم بالإحرام، إلا زوجته فإنه لا يحل له الجماع حتى يتحلل التحلل التام، بالطواف بالبيت والسعي إن كان عليه سعي. الطواف والسعي
يسن له بعد هذا التحلل- وهو الأول- التطيب، والتوجه إلى مكة ليطوف طواف الإفاضة أو الزيارة، لحديث عائشة- رضي الله عنها - قالت: كنت أطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم لإحرامه قبل أن يحرم، ولحله قبل أن يطوف بالبيت . رواه البخاري ومسلم. وهذا الطواف ركن الحج، لا يتم إلا به، وهو المراد بقوله سبحانه: ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق .
ثم بعد هذا الطواف يصلي خلف المقام- ولو بعيدا عنه- ركعتي الطواف، وإن لم يتيسر له صلى في أي جهة من الحرم ولو خارجه، ويستحب أن يشرب من زمزم بعد ذلك قبل السعي لفعله صلى الله عليه وسلم ثم يسعى بين الصفا والمروة إن كان متمتعا أو لم يسع بعد طواف القدوم إن كان قارنا أو مفردا.
والقارن والمفرد يكفيهما طواف واحد- هو طواف الإفاضة أو الزيارة يوم العيد أو بعده- وسعي واحد إما بعد طواف القدوم قبل يوم عرفة، وإما بعد طواف الإفاضة.
وأما المتمتع فالجمهور على أنه يلزمه طواف وسعي لعمرته، وطواف وسعي لحجته، فيكون عليه طوافان وسعيان.الخلاصة
أن أعمال يوم العيد التي يشترك فيها جميع الحجاج ثلاثة هي:
* رمي جمرة العقبة.
* الحلق أو التقصير.
* طواف الإفاضة والسعي بعده لمن عليه سعي.
فمتى ما فعل اثنين من هذه الثلاثة أيا كانت حل التحلل الأول، الذي يحل له كل شيء حرم عليه بالإحرام إلا النساء، فإذا فعل الثالث حل التحلل التام، الذي يحل له كل شيء حرم عليه بالإحرام حتى النساء. وأما نحر الهدي فإنه لا يلزم من الحجاج إلا المتمتعين والقارنين فليس مما يشترك فيه كل الحجاج.
وينبغي أن تكون أعمال يوم النحر مرتبة- إن تيسر- كما يلي:
الرمي، ثم ذبح الهدي لمن عليه هدي، ثم حلق الرأس أو تقصيره، ثم الطواف والسعي لمن عليه سعي.
فإن ذلك أفضل وهو فعل النبي صلى الله عليه وسلم، وإن قدم شيئا منها على الآخر أو أخره عنه فلا حرج في ذلك.
|
رد: صفة الحج وعمل الناس خلال أيامه أولا : يوم التروية
أعمال التشريق
ثبت في الصحيح من حديث ابن عمر- رضي الله عنهما- قال: أفاض رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم النحر ثم رجع فصلى الظهر بمنى . فإقامة الحجاج بمنى يوم النحر وأيام التشريق مشروعة إجماعا، وكذلك المبيت معظم ليلتي الحادي عشر والثاني عشر وهو واجب- على غير السقاة والرعاة ومن في حكمهم- عند أحمد وغيره، لما في السنن وغيرها أن النبي صلى الله عليه وسلم رخص للرعاة في البيتوتة عند منى، وفي الصحيحين: أن النبي صلى الله عليه وسلم أذن للعباس أن يبيت بمكة ليالي منى من أجل سقايته . وكان عمر رضي الله عنه يقول: لا يبيتن أحد من الحجاج ليالي منى وراء العقبة. فدلت هذه الآثار على أن المبيت بمنى ليلة الحادي عشر والثاني عشرو الثالث عشر لمن غربت الشمس بها واجب يتعرض تاركه للإثم ويلزمه فدية إلا من عذر ولهذا رخصه النبي صلى الله عليه وسلم لأهل الأعذار
ويرمون الجمرات الثلاث يومي الحادي عشر ويسمى يوم القر- وذلك لاستقرار الناس فيه في منى- وكذلك يرمون الجمرات يوم الثاني عشر كل ذلك بعد الزوال- ويمتد وقته إلى غروب الشمس- كل جمرة بسبع حصيات، ففي كل يوم يرمون إحدى وعشرين حصاة. ودليل ذلك ما في صحيح مسلم عن جابر- رضي الله عنه- قال: رمى رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمرة يوم النحر ضحى، وأما بعد- يعني في أيام التشريق- فإذا زالت الشمس . وفي البخاري عنه قال: رمى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم النحر ضحى، ورمى بعد ذلك بعد الزوال . وفيه عن ابن عمر- رضي الله عنهما- قال: كنا نتحين - ننتظر- فإذا زالت الشمس رمينا .
وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول: لا ترموا الجمار في الأيام الثلاثة يعني أيام التشريق- حتى تزول الشمس رواه مالك وغيره. فدلت هذه النصوص الصحيحة على أن ابتداء الرمي بعد الزوال هذه الأيام من النسك الذي بينه النبي صلى الله عليه وسلم وأخذه عنه أصحابه.
ويجب الترتيب في رمي الجمرات أيام التشريق، فيبدأ بالجمرة الأولى وهي الصغرى أقرب الجمرات لمسجد الخيف فيرميها بسبع حصيات- وتقدم أن الحصاة بحجم الأنملة وهي رأس أصبع اليد الذي فيه الظفر- ، يكبر مع كل حصاة، ثم يقف فيدعو طويلا، ثم ينصرف إلى الجمرة التي تليها وهي الوسطى فيرميها كالتي قبلها، ثم يقف ويدعو طويلا، ثم ينصرف إلى جمرة العقبة أبعد الجمرات من منى فيرميها كذلك ولا يقف عندها بل ينصرف إذا رمى، فهذا فعله صلى الله عليه وسلم . ففي صحيح البخاري عن عبد الله بن عمر- رضي الله عنهما-: أنه كان يرمي الجمرة الدنيا الصغرى بسبع حصيات يكبر على أثر كل حصاة أي: يقول: بسم الله والله أكبر- وإن قال: اللهم اجعله حجا مبرورا وذنبا مغفورا وسعيا مشكورا فحسن، ثم يتقدم يعني أمامها ويجعلها عن يساره حتى يسهل- يعني في الوادي- فيقوم مستقبل القبلة فيقوم طويلا ويدعو ويرفع يديه، ثم يرمي الوسطى، ثم يأخذ ذات الشمال فيسهل- يعني الوادي- ويجعل الجمرة عن يمينه ويقوم مستقبل القبلة فيقوم طويلا ويدعو ويرفع يديه ويقوم طويلا، ثم يرمي جمرة ذات العقبة من بطن الوادي، ولا يقف عندها، ثم ينصرف فيقول: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله .
كيفية التعجل والتأخر :
ثم بعد الرمي يوم الثاني عشر بعد الزوال، من أحب أن يتعجل جاز له ذلك، ويخرج من منى قبل غروب الشمس ويسمى النفر الأول، ومن تأخر وبات بمنى ليلة الثالث عشر ورمى الجمرات يوم الثالث عشر بعد الزوال فهو أفضل وأعظم أجرا، سمى النفر الثاني لقوله تعالى: فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى واتقوا الله واعلموا أنكم إليه تحشرون. فالتعجل إنما يكون يوم الثاني عشر وأما الحادي عشر فهو يوم قر لا نفير فيه، لان النبي صلى الله عليه وسلم رخص في التعجل يوم الثاني عشر وأما هو صلى الله عليه وسلم فلم يتعجل، بل أقام بمنى حتى رمى الجمرات يوم الثالث عشر بعد الزوال، ثم ارتحل قبل أن يصلي الظهر فعلى الحجاج أن يتقوا الله في جميع مناسكهم والتقوى إنما تكون باتباع النبي صلى الله عليه وسلم وترك مخالفته، فمن اتقى الله فلا إثم عليه سواء تعجل أو تأخر ومن لم يتق الله لحقه الإثم وتعرض للخطر.تنبيهات تتعلق برمي الجمرات
ومما يتعلق بأيام التشريق أيضا:
ثبت في الصحيح من حديث ابن عمر- رضي الله عنهما- قال: أفاض رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم النحر ثم رجع فصلى الظهر بمنى . فإقامة الحجاج بمنى يوم النحر وأيام التشريق مشروعة إجماعا، وكذلك المبيت معظم ليلتي الحادي عشر والثاني عشر وهو واجب- على غير السقاة والرعاة ومن في حكمهم- عند أحمد وغيره، لما في السنن وغيرها أن النبي صلى الله عليه وسلم رخص للرعاة في البيتوتة عند منى، وفي الصحيحين: أن النبي صلى الله عليه وسلم أذن للعباس أن يبيت بمكة ليالي منى من أجل سقايته . وكان عمر رضي الله عنه يقول: لا يبيتن أحد من الحجاج ليالي منى وراء العقبة. فدلت هذه الآثار على أن المبيت بمنى ليلة الحادي عشر والثاني عشرو الثالث عشر لمن غربت الشمس بها واجب يتعرض تاركه للإثم ويلزمه فدية إلا من عذر ولهذا رخصه النبي صلى الله عليه وسلم لأهل الأعذار
ويرمون الجمرات الثلاث يومي الحادي عشر ويسمى يوم القر- وذلك لاستقرار الناس فيه في منى- وكذلك يرمون الجمرات يوم الثاني عشر كل ذلك بعد الزوال- ويمتد وقته إلى غروب الشمس- كل جمرة بسبع حصيات، ففي كل يوم يرمون إحدى وعشرين حصاة. ودليل ذلك ما في صحيح مسلم عن جابر- رضي الله عنه- قال: رمى رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمرة يوم النحر ضحى، وأما بعد- يعني في أيام التشريق- فإذا زالت الشمس . وفي البخاري عنه قال: رمى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم النحر ضحى، ورمى بعد ذلك بعد الزوال . وفيه عن ابن عمر- رضي الله عنهما- قال: كنا نتحين - ننتظر- فإذا زالت الشمس رمينا .
وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول: لا ترموا الجمار في الأيام الثلاثة يعني أيام التشريق- حتى تزول الشمس رواه مالك وغيره. فدلت هذه النصوص الصحيحة على أن ابتداء الرمي بعد الزوال هذه الأيام من النسك الذي بينه النبي صلى الله عليه وسلم وأخذه عنه أصحابه.
ويجب الترتيب في رمي الجمرات أيام التشريق، فيبدأ بالجمرة الأولى وهي الصغرى أقرب الجمرات لمسجد الخيف فيرميها بسبع حصيات- وتقدم أن الحصاة بحجم الأنملة وهي رأس أصبع اليد الذي فيه الظفر- ، يكبر مع كل حصاة، ثم يقف فيدعو طويلا، ثم ينصرف إلى الجمرة التي تليها وهي الوسطى فيرميها كالتي قبلها، ثم يقف ويدعو طويلا، ثم ينصرف إلى جمرة العقبة أبعد الجمرات من منى فيرميها كذلك ولا يقف عندها بل ينصرف إذا رمى، فهذا فعله صلى الله عليه وسلم . ففي صحيح البخاري عن عبد الله بن عمر- رضي الله عنهما-: أنه كان يرمي الجمرة الدنيا الصغرى بسبع حصيات يكبر على أثر كل حصاة أي: يقول: بسم الله والله أكبر- وإن قال: اللهم اجعله حجا مبرورا وذنبا مغفورا وسعيا مشكورا فحسن، ثم يتقدم يعني أمامها ويجعلها عن يساره حتى يسهل- يعني في الوادي- فيقوم مستقبل القبلة فيقوم طويلا ويدعو ويرفع يديه، ثم يرمي الوسطى، ثم يأخذ ذات الشمال فيسهل- يعني الوادي- ويجعل الجمرة عن يمينه ويقوم مستقبل القبلة فيقوم طويلا ويدعو ويرفع يديه ويقوم طويلا، ثم يرمي جمرة ذات العقبة من بطن الوادي، ولا يقف عندها، ثم ينصرف فيقول: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله .
كيفية التعجل والتأخر :
ثم بعد الرمي يوم الثاني عشر بعد الزوال، من أحب أن يتعجل جاز له ذلك، ويخرج من منى قبل غروب الشمس ويسمى النفر الأول، ومن تأخر وبات بمنى ليلة الثالث عشر ورمى الجمرات يوم الثالث عشر بعد الزوال فهو أفضل وأعظم أجرا، سمى النفر الثاني لقوله تعالى: فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى واتقوا الله واعلموا أنكم إليه تحشرون. فالتعجل إنما يكون يوم الثاني عشر وأما الحادي عشر فهو يوم قر لا نفير فيه، لان النبي صلى الله عليه وسلم رخص في التعجل يوم الثاني عشر وأما هو صلى الله عليه وسلم فلم يتعجل، بل أقام بمنى حتى رمى الجمرات يوم الثالث عشر بعد الزوال، ثم ارتحل قبل أن يصلي الظهر فعلى الحجاج أن يتقوا الله في جميع مناسكهم والتقوى إنما تكون باتباع النبي صلى الله عليه وسلم وترك مخالفته، فمن اتقى الله فلا إثم عليه سواء تعجل أو تأخر ومن لم يتق الله لحقه الإثم وتعرض للخطر.تنبيهات تتعلق برمي الجمرات
الأول: | شرع رمي الجمرات لإقامة ذكر الله واتباع إبراهيم خليل الله، روى الإمام أحمد وأبو داود وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إنما جعل الطواف بالبيت، وبين الصفا والمروة، ورمي الجمار لإقامة ذكر الله . وروى البيهقي في سننه عن ابن عباس- رضي الله عنهما- رفعه قال: لما أتى إبراهيم خليل الله المناسك عرض له الشيطان عند جمرة العقبة، فرماه بسبع حصيات حتى ساخ في الأرض، ثم عرض له عند الجمرة الثانية فرماه بسبع حصيات حتى ساخ في الأرض، ثم عرض له في الجمرة الثالثة فرماه بسبع حصيات حتى ساخ في الأرض . قال ابن عباس: الشيطان ترجمون، وملة أبيكم تتبعون. رواه الحاكم في المستدرك مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وصححه وقال: على شرط الشيخين ولم يخرجاه. |
الثاني: | ينبغي لزوم السكينة والوقار و الخشوع، وهو في الطريق إلى الجمرات وحال رميها، وأن يتجنب إيذاء الخلق، لما في المسند وغيره عن قدامة بن عبد الله بن عمار- رضي الله عنه- قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يوم النحر يرمي جمرة العقبة على ناقة له صهباء، لا ضرب، ولا لطم، ولا إليك إليك . وفي صحيح مسلم من حديث الفضل بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عشية عرفة وغداة جمع يعني يوم النحر حين دفعوا: عليكم بالسكينة . وروي عنه صلى الله عليه وسلم قال: أيها الناس، لا يقتل بعضكم بعضا . |
الثالث: | بعض العوام يعتقد أنه لا بد من لقط حصى الجمار من مزدلفة، وليس لذلك- فيما أعلم- أصل ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم يعتمد عليه، فعلى الحاج إذا أراد رمي الجمرة أن يلتقط حصى كل يوم من موضع إقامته بمنى، أو من طريقه إذا ذهب لرمي الجمرة. |
الرابع: | كثير من الناس يظنون أنه لا بد من رمي العمود القائم على الجمرة، وهذا وهم فإن المتعين أن ترمى الحصى فى الحوض، وإنما جعل العمود علامة على الحوض فقط، ولا يشترط استقرار الحصى في الحوض، فلو تدحرجت منه أجزأ عند جمع من أهل العلم وهو الصحيح إن شاء الله. |
الخامس: | على الحاج أن يتقي الله في نسكه بأن يباشره بنفسه، ويأتي به على الوجه المأمور به شرعا ، إخلاصا لله تعالى، واقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وأن يستعين بالله على ذلك، وأن يصبر لله ويحتسب عند الله ما يصيبه من مشقة أو أذى، ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم : الحج جهاد كل ضعيف رواه أحمد وابن ماجة. فإن شق عليه لكبر سن أو مرض أو خاف على نفسه، أو كون المرأة حاملا، جاز أن يوكل من يرمي عنه، لقوله تعالى فاتقوا الله ما استطعتم . ولقوله سبحانه: لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت . ولما ثبت في المسند وغيره عن جابر رضي الله عنه في صفة حجهم مع النبي صلى الله عليه وسلم وفيه قال: فلبينا عن الصبيان ورمينا عنهم . |
السادس: | يجوز للإنسان أن يرمي كل جمرة عن نفسه، ثم يرمي عن موكله في موقف واحد. |
السابع: | بعض الناس يخطئون في رمي الجمرات أيام التشريق، حيث يرمونها قبل الزوال، وهذا مخالف لسنة النبي صلى الله عليه وسلم ، فإنه لم يرم إلا بعد الزوال، وكان يقول: خذوا عني مناسككم . وكان الصحابة- رضي الله عنهم- يتحينون الزوال- أي ينتظرونه- فإذا زالت الشمس رموا، وكثير من أهل العلم يرون أن من رمى قبل الزوال، فعليه أن يعيد بعده وإلا لزمه دم. |
أ- | السنة أن يكون الحاج أيام التشريق مفطرا لأنها أيام أكل وشرب وذكر لله تعالى لكن لو عجز القارن والمتمتع عن الهدي لضياع نفقة أو نحوها و لزمه الصيام فلا بأس بصيام الثلاثة الأيام التي في الحج في أيام التشريق فإنه مخير في صيامها إن شاء صامها قبل يوم النحر، وإن شاء صامها أيام التشريق لحديث عائشة وابن عمر رضي الله عنهم قالا: لم يرخص في أيام التشريق أن يصمن إلا لمن لم يجد الهدي رواه البخاري. |
ب- | اذا غربت الشمس على الحاج يوم الثاني عشر وهو بمنى لم ينفر و لم يتهيأ للنفير تعين عليه أن يبيت بمنى ليلة الثالث عشر وأن يرمي الجمرات يوم الثالث عشر بعد زوال الشمس لما ثبت عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان يقول: من غربت له الشمس من أوسط أيام التشريق وهو بمنى، فلا ينفرن، حتى يرمي الجمار من الغد أخرجه مالك وغيره. أما لو تأخر عن النفير بسبب زحام السيارات ونحو ذلك فينفر ولا حرج. |
ج- | إذا تيسر للحاج أن ينزل بالمحصب- وهو الأبطح- بعد فراغه من رمي الجمرات يوم الثالث عشر و يبيت به ليلة الرابع عشر فذلك سنة لقوله صلى الله عليه وسلم : نحن نازلون غدا إن شاء الله بخيف بني كنانة حيث تقاسموا على الكفر يعني بالمحصب. رواه البخاري. وعن ابن عمر رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر كانوا ينزلون بالأبطح وكان ابن عمر يرى أن التحصيب سنةوقال نافع رحمه الله: قد حصب رسول الله صلى الله عليه وسلم والخلفاء بعده . روى هذه الآثار مسلم رحمه الله . |
|
رد: صفة الحج وعمل الناس خلال أيامه أولا : يوم التروية
طواف الوداع
إذا أراد الحجاج- غير أهل مكة- النفر من مكة إلى أهليهم بعد فراغهم من نسكهم وجب عليهم أن يطوفوا بالبيت طواف الوداع بأن يطوفوا بالبيت سبعة أشواط ويصلوا خلف المقام ركعتين ختما للمناسك وتكميلا لها واقتداء بينبيهم صلى الله عليه وسلم وطاعة له وليكون آخر عهدهم بالبيت مودعين له قبيل انصرافهم إلى أهليهم وأوطانهم لما ثبت في الصحيح عن ابن عباس- رضي الله عنهما- قال: أمر الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت، إلا أنه خفف عن المرأة الحائض متفق عليه. فالحائض ومثلها النفساء لا وداع عليها ولا فدية- وفي صحيح مسلم عنه- رضي الله عنه- قال: كان الناس ينصرفون من كل وجه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا ينفرن أحد حتى يكون آخر عهده بالبيت . ففي ذلك دليل على وجوب الوداع وهو قول الجمهور قال الترمذي: والعمل عليه عند أهل العلم.
وقال النووي: وهو قول أكثر العلماء وورد فيه أمره صلى الله عليه وسلم به ونهيه عن تركه وفعله الذي هو بيان للمجمل الواجب.
ومن حديث الحارث- رضي الله عنه-: من حج هذا البيت أو اعتمر فليكن آخر عهده بالبيت . وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه ارتحل من الأبطح فمر بالبيت فطاف به، ثم سار متوجها إلى المدينة من أسفل مكة من ثنية كدي . ففي البخاري عن ابن عمر- رضي الله عنهما-: أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الظهر والعصر- يعني يوم الثالث بعد أن رمي الجمرات عقب الزوال- والمغرب والعشاء، ثم رقد رقدة بالمحصب- نام يسيرا - ثم ركب إلى البيت فطاف به . ولو لم يفعله الحاج أجزأه دم، ولم يبطل الحج بتركه.
وذهب جمع من أهل العلم إلى أن طواف الوداع واجب على كل من أراد الخروج من مكة، سواء كان حاجا أو غير حاج، ولهذا من أقام بمكة بعد الحج لا وداع عليه على الصحيح، فوجوبه من أجل أن يكون آخر عهد الخارج من مكة بالبيت، كما وجب الدخول في الإحرام في أحد قولي العلماء بسبب عارض هو الدخول إلى مكة، لا كون ذلك واجبا في الإسلام كوجوب الحج.تنبيهات تتعلق بطواف الوداع
إذا أراد الحجاج- غير أهل مكة- النفر من مكة إلى أهليهم بعد فراغهم من نسكهم وجب عليهم أن يطوفوا بالبيت طواف الوداع بأن يطوفوا بالبيت سبعة أشواط ويصلوا خلف المقام ركعتين ختما للمناسك وتكميلا لها واقتداء بينبيهم صلى الله عليه وسلم وطاعة له وليكون آخر عهدهم بالبيت مودعين له قبيل انصرافهم إلى أهليهم وأوطانهم لما ثبت في الصحيح عن ابن عباس- رضي الله عنهما- قال: أمر الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت، إلا أنه خفف عن المرأة الحائض متفق عليه. فالحائض ومثلها النفساء لا وداع عليها ولا فدية- وفي صحيح مسلم عنه- رضي الله عنه- قال: كان الناس ينصرفون من كل وجه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا ينفرن أحد حتى يكون آخر عهده بالبيت . ففي ذلك دليل على وجوب الوداع وهو قول الجمهور قال الترمذي: والعمل عليه عند أهل العلم.
وقال النووي: وهو قول أكثر العلماء وورد فيه أمره صلى الله عليه وسلم به ونهيه عن تركه وفعله الذي هو بيان للمجمل الواجب.
ومن حديث الحارث- رضي الله عنه-: من حج هذا البيت أو اعتمر فليكن آخر عهده بالبيت . وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه ارتحل من الأبطح فمر بالبيت فطاف به، ثم سار متوجها إلى المدينة من أسفل مكة من ثنية كدي . ففي البخاري عن ابن عمر- رضي الله عنهما-: أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الظهر والعصر- يعني يوم الثالث بعد أن رمي الجمرات عقب الزوال- والمغرب والعشاء، ثم رقد رقدة بالمحصب- نام يسيرا - ثم ركب إلى البيت فطاف به . ولو لم يفعله الحاج أجزأه دم، ولم يبطل الحج بتركه.
وذهب جمع من أهل العلم إلى أن طواف الوداع واجب على كل من أراد الخروج من مكة، سواء كان حاجا أو غير حاج، ولهذا من أقام بمكة بعد الحج لا وداع عليه على الصحيح، فوجوبه من أجل أن يكون آخر عهد الخارج من مكة بالبيت، كما وجب الدخول في الإحرام في أحد قولي العلماء بسبب عارض هو الدخول إلى مكة، لا كون ذلك واجبا في الإسلام كوجوب الحج.تنبيهات تتعلق بطواف الوداع
الأول: | تبين مما سبق أن طواف الوداع ليس واجبا على كل أحد من الحجاج، بل يسقط عن الحائض، والنفساء مقيسة عليها، لحديث ابن عباس السابق، ولما في صحيح مسلم عن عائشة- رضي الله عنها- قالت: لما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن ينفر إذا صفية- رضي الله عنها- على باب خبائها كئيبة حزينة.- وفي رواية: فقالوا: إنها حائض يا رسول الله- فقال: عقرى، حلقى، إنك لحابستنا، ثم قال لها: أكنت أفضت يوم النحر؟ قالت: نعم. قال: فانفري . |
الثاني: | من ترك طواف الوداع من الحجاج- غير الحائض والنفساء- فإن لم يمكنه الرجوع إليه لبعده عن مكة، فإنه لا يرجع ويجبره بفدية، لقول ابن عباس: من نسيي شيئا من نسكه أو تركه، فليهرق دما - يعني يذبح رأسا من الضأن أو الماعز يصلح أضحية ويطعمه الفقراء والمساكين فدية عما ترك من نسكه وجبرا لنقصه- ولم يعرف له مخالف من الصحابة رضي الله عنهم فدل على أن ذلك مما تلقاه عن النبي صلى الله عليه وسلم . |
الثالث: | بعض الناس يطوف للوداع يوم الثاني عشر قبل رمي الجمرات استعدادا للسفر ثم بعد طوافه يرجع فيرمي الجمرات، وهذا عمل منكر مخالف لسنه النبي صلى الله عليه وسلم القولية والفعلية ، فإنه صلى الله عليه وسلم قال: لا ينفرن أحد حتى يكون آخر عهده بالبيت . وهو صلى الله عليه وسلم لم يطف بالبيت إلا بعد أن فرغ من رمي الجمرات، وبعد طوافه الوداع انطلق إلى المدينة، وقد قال تعالى: لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا . وكان عليه الصلاة والسلام يقول للناس- عند كل مشعر خذوا عني مناسككم . والذي يقدم طواف الوداع على رمي الجمرات لم يكن آخر عهده بالبيت بل بالجمرات ، فعليه أن يعيد الطواف بعد رمي الجمرات، وإلا كان عليه فدية مع الإثم، فيحتاج التوبة والاستغفار. |
الرابع: | وقت طواف الوداع قبل السفر فإذا عزم على السفر شرع له أن يودع البيت قبل سفره ثم يسافر ليكون آخر عهده بالبيت فمن أقام بمكة بعد الوداع لم يكن آخر عهده بالبيت، وإنما كان آخر عهده بمكة، لكن لا بأس بالإقامة اليسيرة لأداء الصلاة إذا أقيمت، أو الصلاة على الجنازة إذا حضرت، أو أقام لانتظار أصحابه، أو إصلاح خلل طرأ على راحلته، أو شراء حاجة لأبد منها وهو في طريقه، فإن طال المقام فالأحوط له إعادة طواف الوداع. |
|
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت أغسطس 09, 2014 10:10 am من طرف خليفة رمضان
» عندما نحس بالظلم
الأربعاء يناير 23, 2013 12:11 pm من طرف احمدثابت
» https://www.facebook.com/media/set/?set=a.193608360671503.44278.100000670212587&l=6c15e801ed
السبت سبتمبر 10, 2011 2:38 pm من طرف احمدثابت
» اعلان وفاة 13/11/2010
الأربعاء ديسمبر 15, 2010 12:26 pm من طرف Admin
» اهلا ومرحبا بكم فى منتدى قرية ابوان المنياوية
الأربعاء ديسمبر 08, 2010 3:46 pm من طرف احمدثابت
» احلى صور اطفال
الأحد نوفمبر 14, 2010 6:07 pm من طرف Admin
» مجموعة المهندس عمرو الحينى على الفيس بوك اهداء من شباب ابوان
الجمعة نوفمبر 12, 2010 1:04 pm من طرف Admin
» عمرو الحينى مرشح لانتخابات مجلش الشعب 2010 فئات دائرة مطاى/المنياhttps://ahmed1873.yoo7.com/montada-f1/topic-t7.htmhttps://ahmed1873.yoo7.com/montada-f1/topic-t7.htm
الخميس نوفمبر 11, 2010 3:11 am من طرف ربيع ابو الحاج احمد
» ضحكة طفل خطييييييييييييييرة
الأربعاء نوفمبر 10, 2010 1:03 pm من طرف الباشا